الحاسبات المهذبة

وباكورة فئة الحاسبات المهذبة تحدث عنها الأسبوع الماضي فريق من الباحثين جامعة كوين البريطانية‏,‏ حيث أكد الفريق أنهم قاموا بتصميم حاسب يعي حالة المستخدم المزاجية والعملية ويأخذها في اعتباره‏,‏ وفي معرض شرحهم لهذا الحاسب قالوا إن الحاسبات الحالية صممت بشكل لتعمل في عزلة دون الأخذ في الاعتبار ما يقوم به المستخدم أو حالته النفسية‏,‏ فمثلا المستخدم في الوقت الحالي لديه مشكلة في التعامل مع الكميات الكبيرة من البريد الإلكتروني الدعائي والرسائل الفورية والمكالمات الهاتفية ورسائل الإعلام بالمواعيد‏,‏ وهذا كله لا اعتبار له عند الأجيال الحالية من الحاسبات‏,‏ أما الحاسبات المهذبة الجديدة فسيكون لديها القدرة علي تحديد مستوي تركيز المستخدم وأهمية كل رسالة بشكل نسبي لما يقوم به المستخدم من عمل علي الجهاز‏,‏ ويقرر الحاسب بعد ذلك ما إذا كان سيعلم المستخدم بوجود رسالة أم لا‏,‏ أي أن الطريقة التي نستخدم بها الحاسبات ستتغير بشكل أساسي لتصبح الحاسبات قادرة علي أن تشعر بالمستخدم عندما يكون مشغولا وعندما يكون في حالة تسمح له بالمقاطعة لإبلاغه بالرسائل التي تصله وتعرف الوقت المناسب لإبلاغ المستخدم بما قد يصله من رسائل وأشياء أخري مثلما يتعامل الناس مع بعضهم البعض في علاقاتهم في الحياة‏.‏

ولتنفيذ هذه الفكرة عمليا طور الفريق جهاز استشعار للاتصال بالعين يسمح لكل حاسب بتحديد ما إذا كان المستخدم موجودا أو حاضرا أو ما إذا كان ينظر مباشرة إلي الجهاز‏,‏ وهذا يتيح للأجهزة أن تحدد ما يقوم به المستخدم ومتي وكيف ينبغي أن يتصلوا به‏.‏

من ناحية أخري بدأ فريق آخر من الباحثين بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا ومن خبراء تصنيع الحاسبات والبرمجيات بالعديد من الشركات مشروعا مماثلا للتوصل إلي حاسب مهذب‏,‏ وقالت الدكتورة روزالين بيكارد من المعهد إنهم يقومون بتصميم حاسب مزود ببرامج وإضافات أخري تجعله يتعلم سلوكيات مستخدمه ويعتادها فيتفادي مع الوقت ما يضايقه‏,‏ فمثلا لو كان هناك أمر ما أو وظيفه يركز المستخدم دائما علي تفاديها وعدم استخدامها‏,‏ سيقوم الحاسب من تلقاء نفسه بإيقافها وعدم تشغيلها حتي لا يضايقه‏,‏ واذا حدث مثلا أن توقف أو أبطأ في تشغيل بعض البرامج وتنفيذ بعض العمليات‏,‏ وتكرر ذلك أكثر من مره خلال فترات متقاربه فإنه سيعتبر ذلك عمليات تضايق المستخدم‏,‏ ومن ثم يمكنه أن يبث رسالة اعتذار ويبحث علي الفور عن سبب هذه المشكله سواء في نظام التشغيل او في البرنامج المستخدم ويعمل علي حلهاوهكذا‏.‏

قفز بعض المحللون بخيالهم إلي تصورات أكثر من ذلك وتحدثوا عن حاسبات يمكنها الإحساس بنبض قلب المستخدم وضغط دمه من خلال مستشعرات تقيس ذلك عبر مناطق تلامس أيدي المستخدم مع لوحه مفاتيح الجهاز‏,‏ ومن ثم يتنبأ علي الفور بأن المزاج النفسي للمستخدم لم يعد علي ما يرام‏,‏ وعليه أن يبحث عن المشكله التي ضايقت المستخدم ويعمل علي حلها أو تفاديها‏,‏ ويؤكد الخبراء أن هذه النوعية من الحاسبات ليست بعيدة عن متناول اليد والبعض يتوقع أن تظهر بالأسواق في وقت مبكر عام‏2009.

ليست هناك تعليقات